متحف نابو يعود بالتاريخ إلى ثمانينيات القرن الماضي

معرض لصور متحف نابو ورسالة من جواد عدره

معرض لصور بيروت النادرة ورسالة من جواد عدره

“يا ريت الزمن بيرجع لورا كانت البلد وقتها بألف خير”.. عبارات دائماً ما كانت تتردد على ألسن كبار السن في لبنان، إلا أن تحققها لم يكن أمراً ممكناً حتى الأمس القريب. 

في أيلول الماضي افتتح متحف “نابو” معرض “بيروت 1840–1918” تحت عنوان “لنتذكر بيروت كما كانت ولنحافظ على ما تبقى وننهض مجددًا”، والذي جسد مرحلة تاريخية عاشتها العاصمة اللبنانية، وما طرأ عليها من تحولات ودمار خلال الحرب الأهلية.

هذه الأحداث تم توثيقها، وفق ما أكده المؤرخ بدر الحاج، الذي شارك كل من جواد عدره، زينة عكر وفداء جديد في تأسيس متحف “نابو”، من خلال 300 صورة فوتوغرافية نادرة ولوحات فنية وخرائط استُخرج معظمها من كتاب “البحرية” (1525)، وهي مجموعة مخطوطات عثمانية رسمها الرحالة بيري ريس والتي تُظهر خطوط وتفاصيل الساحل السوري قديماً، بالإضافة إلى خريطة من العام 1863 تُظهر المخطط القديم لمنطقة المرفأ، وأخرى من العام 1908 تُبرز تفاصيل نقل شركة مياه بيروت.

لفت الحاج إلى أن المعرض يعكس تفاصيل الحياة في لبنان خلال تلك الفترة الزمنية، وما تميزت به بيروت من طبيعة وبنية عمرانية، إضافة للأبواب والحارات وعلاقة الناس في ذلك الوقت مع الطبيعة والأشجار، وهو ما انعكس في مسميات الأحياء والأزقة والتي لا تزال موجودة حتى الآن كأحياء الجميزة، الزيتونة، التينة والصنوبرة.

الرحلة التي تظهر التحول الذي طرأ على المدينة على مر السنين، تبدأ مع لوحتين مائيتين قيّمتين بريشة الفنان بنجامين ماري، حيث برج الشلفون الذي اندثر ليحلّ مكانه دير للراهبات العازاريات، ليندثر هو الأخير ويحلّ في موقعه عام 1955 مبنى العازارية المعروف.

إضافة إلى ذلك، تضمن المعرض صوراً بانورامية تُظهر المساحات التي كانت مزروعة، إلى الأحياء والأزقّة والمنازل المتواضعة والفنادق الزهيدة، إلى القصور ومراكز القنصليات ومنازل الوجهاء، إلى السراي الكبير والمدارس والمستشفيات ومجمّع الحجر الصحّي ومرافقه والذي يحمل اسمه جزء من بيروت اليوم أي “الكرنتينا”، وصولاً إلى المشاهد الساحلية والقوارب الراسية على مسافة من الخط الساحلي، والمرفأ الذي تمّ توسيعه على مراحل.

كذلك وثّق معرض “بيروت 1840–1918” الأحداث السياسية التي عاشتها بيروت في تلك الفترة، والأحداث المأساوية التي مرت على اللبنانيين، من قصف بيروت ورسوّ أساطيل أجنبية محتلّة في مياهها وصولاً إلى برّها. 

أكد رئيس جمعية تراث بيروت سهيل منيمنة في حديث لـ”سبوتنيك” إن “التحضير للمعرض استغرق حوالي تسع سنين من خلال مجهود المؤرخ بدر الحاج الذي اشترى من متاحف عالمية مجموعات صور لبيروت القديمة”، وشدد على أن “ما حصل هو إنجاز كبير، يدل على أن الثقافة في لبنان لا زالت بخير رغم كل الظروف والصعوبات التي تمر بها البلاد”.

من جهته، قال مؤسس متحف “نابو” جواد عدره، خلال افتتاح المعرض، “نحن في “نابو” نؤمن أن الخلاف في الرأي يشجع على الإبداع وأنه من دون الفن والثقافة لن يكون هناك لا اقتصاد حي ولا إدارة حسنة لهذه البلاد”، لافتًا إلى أن “الخراب الذي نراه على كل الصعد هو نتيجة الجهل والأنانية والجشع وفي الثقافة علاج لذلك”.

المعرض الذي أقيم أولاً في متحف “نابو” في منطقة الهري شمالا، أعيد افتتاحه في “بيت بيروت” في السوديكو، وسيحطّ رحاله قريباً في محطات جديدة تشمل الجنوب والبقاع، بحسب ما أكدته الباحثة في الشؤون الثقافية في متحف «نابو» أمية درغام، في حديث لصحيفة “نداء الوطن“.

المصدر

جواد عدره

جواد عدره

جواد عدره هو كاتب لبناني، رجل إعمال، وإصلاحي. ولد في بلدة كفريا شمال البلاد في 30 نيسان من العام 1954.

آخر الأخبار و المناسبات