تترجم مساعي جواد عدره لنشر الأمل
منذ افتتاحه عام 2018، حرص متحف “نابو” لمؤسسيه جواد عدره، زينة عكر، بدر الحاج وفداء جديد، على الاهتمام بالفن، إن من خلال عرض أعمال فنية معاصرة أو آثار تاريخية تعود إلى ما قبل الميلاد، أو من خلال الحفلات الموسيقية التي كان ولا يزال يستضيفها.
هذا الصرح الثقافي الذي صمم مبناه الخارجي النحات العراقي ضياء العزاوي والفنان العراقي الكندي محمود العبيدي، استضاف خلال سنواته الخمس عدداً من الحفلات الموسيقية، أبرزها كان حفلًا لـ زياد الرحباني، أقيم في الباحة الخارجية للمتحف بعد أشهر على افتتاحه.
الرحباني شارك غناءً وعزفاً يوم افتتاح المتحف، ليعود مرة أخرى في حفل كبير بعنوان “طبما إنو”، جمع ما يقارب ألفي شخص من محبيه جاءوا من مختلف المناطق اللبنانية. وقدم الرحباني خلال الحفل مجموعته الغنائية المشهورة، وأغنيات بعضها من أرشيف زياد وبعضها الآخر من أرشيف الرحابنة، بالإضافة إلى أعمال تقدم للمرة الأولى، مثل “بما إنو”، “أنا حبيتك”، “الحلوة دي”، “أنا واياك”، “رح نبقى سوى”، “اسمع يا رضا”، وغيرها من الأغاني.
ورافق الرحباني في الحفل مغنون ومغنيات باتوا يشكلون نواة فرقته الغنائية منهم: السورية منال سمعان، المصري حازم شاهين، اللبنانية هالة المصري، إضافة إلى المغنية لورا اليغريني. وأطلت ريما قدسية بين الفينة والأخرى لتتحدث على طريقة زياد الساخرة وتقدم لطشات وقفشات مضحكة كتبها زياد لا تخلو من النقد الهزلي.
هذا الحدث كان فاتحة الحفلات والأمسيات الموسيقية التي استضافها متحف “نابو” الذي يصرّ جواد عدره على أن يكون “مركزاً ثقافياً جامعاً، يلتف اللبنانيون حوله باسم الموسيقى والفن”، كما يأمل أن يشكل “نموذجا يحتذى به في مسألة إعادة الأمل إلى الناس”.
مؤتمر “نفسانيون” في رحاب “نابو”
قبل فترة وجيزة، استضاف متحف “نابو” المؤتمر الثالث السنوي للمركز “اللبناني للعلوم النفسية والاجتماعية – نفسانيون”، الذي ارتكز على محاضرات تفاعلية غير تقليدية تدور حول الفن وعلم النفس، يقودها فنانون ومعالجون على حد سواء، لفهم العلاقة الغنية والمعقدة بين هذين المجالين.
هذه التجربة الاستثنائية ارتكزت على عروض فنية متنوعة، إذ رافق المؤتمر، بحسب ما أكدت مؤسسة المركز هبة خليفة، في حديث لـ”نداء الوطن“، برنامج فني قُدمت خلاله تحيةّ إلى فيروز، إضافةً إلى عرض مجموعة منتقاه من مقاطع الفيديو والأفلام الوثائقية. كذلك تضمن المؤتمر جولة في متحف “نابو” لاختبار الفن التاريخي والمعاصر عن قرب.
إضافة إلى ذلك، كان لمتحف “نابو” عروض مميزة حيث استضاف حفلاً موسيقياً بعنوان “Vivaldi _The Four Season” – “الفصول الاربعة”، من تصميم وقيادة المايسترو هاروت فازليان وإلقاء الممثلة جوليا قصّار، قدمت فيه مقطوعات موسيقية لـ”فيفالدي”، يرافقها إلقاء من قبل الفنانة قصار لنصوص “الفصول الاربعة” باللهجة اللبنانية للكاتب هنري زغيب.
وكانت كلمة لـ جواد عدره ممّا قال فيها: “في 22 أيلول افتتح متحف نابو وكان معرضه الأول “قرون من الإبداع”. وخلال الافتتاح أخذنا زياد الرحباني وفرقته برحلة موسيقية ساحرة، واليوم يأخذنا هاروت فازليان والفرقة الموسيقية والسيدة جوليا قصار في رحلة الفصول الأربعة مع Vivaldi”.
